بلامين، وخشيت: خطاب للنفس، صلة الذي، والعائد: ضمير نصب محذوف، والتقدير: الذي خشيته، وليأتين: بنون التوكيد الخفيفة، ولات: بمعنى ليس، اسمها محذوف، وحين مناص بالنصب: خبرها، والمناص: التأخر والفرار، والتقدير: وإذا أتاك ما تخشينه، فليس الحين حين فرار أو تأخر، فلا بد من وقوعه عليك.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الستمائة]
(٦٤٦) ولو أن ما عالجت لين فؤادها ... فقسا استلي نبه للان الجندل
على أن الأصل: لو أن ما عالجت به، فحذف العائد المجرور على خلاف القياس، اكتفاء بالمذكور بعد استلين، فإن عائد على "ما" الموصولة أيضاً، وجملة "عالجت" صلة، ولين: مفعوله، والجيد أنت يكون مفعوله ضمير الكائح، ولين: مفعول لأجله، والصواب: لين فؤاده، بتذكير الضمير، فإنه عائد إلى الكاشح كما يأتي، وقوله: فقسا، معطوف على عالجت، بالفاء، وهو فعل ماض من القسوة وهي الشدة، وفاعله ضمير الكاشح، لا إلى الفؤاد كما توهمه الشارح. فإن قلت: المعطوف على الصلة صلة، فأين العائد الرابط؟ قلت: له جوابان، أحدهما: ما تقدم، والثاني: ما أجاب به الشارح. وهو مشهور، وهو أن الفاء العاطفة فيها معنى السببية، فتجعل الجملتين في حكم جملة واحدة، فيكتفى بضمير واحد، وهو المجرور المحذوف، كقولهم: الذي يطير فيغضب زيد، الذباب. واستلين: بالبناء للمعلوم، ونقل فتحة همزته إلى ما قبله، وفاعله ضمير المتكلم، والجملة خبر "أن" ومفعوله محذوف، وهو ضمير الجندل، وهذا من باب التنازع، فإن "أستلين" و"لان" عاملان يطلبان الجندل معمولاً، والأول يطلبه مفعولاً به،