للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجنون وليلي يرعيان البهم وهما صبيان، فعلقها [علاقة الصبا] وقال:

تعلَّقت ليلي وهي غر صغيرة ... ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

صغير ين نرعى البهم ياليت أنَّنا ... صغيران لم نكبر ولم تكبر البهم

ثم نشأ، وكان يجلس معها ويتحدَّث في ناس من قومه، وكان ظريفاً جميلاً رواية للشعر حلو الحديث، فكانت تعرض عنه وتقبل بالحديث علي غيره، حتى شقَّ ذلك عليه وعرفته، فقالت:

كلانا مظهر للنّاس بغضاً ... وكل عند صاحبه مكين

تبلِّغنا العيون بما رأينا ... وفي القلبين ثمَّ هوًى دفين

ثم تمادي به الأمر حتى ذهب عقله، وهام مع الوحش، وصار لابليس ثوباً إلا خرقه، ولا يعقل [شيئاً] إلا أن تذكر له ليلي، فإذا ذكرت عقل وأجاب عن كل ما يسأل عنه، وتقدمت ترجمته في الإنشاد السابع عشر.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن عشر بعد المائتين]

(٢١٨) ولا سيناَّ يوم بدارة جلجل

<<  <  ج: ص:  >  >>