ما يرضيك لتقر عينك من النظر إلى غيره، وأما قول بعضهم: معناه برَّد اللهُ دمعتها، لأن دمعة السرور باردة، ودمعة الحزن حارة، فإنه خطأ، لأنَّ الدمع كله حارّ. انتهى.
وقوله: ودعوتني، أي: إلى الإيمان، وزعمت، أي: قلت، وقوله: من خير أديان "من" للتبعيض، وقوله: لولا الملامة، أي: لوم قريش للمشركين، وسبّة: مفعول حذاري، وهو مصدر مضاف إلى فاعله، والسُبّة بالضم: ما يُسب به، والسمح: المنقاد، وضنينًا، أي: بخيلًا بتركه.
روي في كتب السير وغيرها أن قريشًا جاءت إلى أبي طالب، فكلموه في النبيّ صلى الله عليه وسلم، فبعث إليه، فقال له: يا ابن أخي إنَّ قومك جاؤوني، وقالوا لي: كذا وكذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أُطيق، فظنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أن قد بدا لعمّه فيه، وأنه خاذله فقال:"يا عم والله لو وضعت الشمس في يميني، والقمر في شمالي ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله تعالى أو أهلك في طلبه" ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا ولّى، قال له: يا ابن أخي امض على أمرك، وافعل ما أحببت، فو الله لا أُسلِمك لشيء أبدًا، وقال هذه الأبيات الخمسة، وترجمة أبي طالب تقدمت في الإنشاد السابع بعد المائتين.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الأربعمائة]
(٤٦٣) فَلَنْ يَحْلَ للعينينِ بَعْدَكِ مَنْظَرُ
على أنَّ لن قد تجزم، فإن "يحل" مجزوم بحذف الألف، قال ناظر الجيش: قيل: إن الجزم بها لغة، وأنشد هذا المصراع والبيت كأبي حيّان. وأقول: المصراع