أيادي سبَايَا عزَّ ما كنتُ بعدكمْ ... فلم يحلْ بالعينينِ بعدك منظرُ
كذا أنشده ابن الأنباري في "المقصور والممدود" وكذا أنشده القاني أيضًا في "المقصور والممدود" النسختان صحيحتان قديمتان. أما نسخة ابن الأنباري، فتاريخ كتابتها سنة خمس وسبعين وثلاثمائة بعد وفاته بسبع وأربعين سنة، وأما نسخة القالي، فتاريخها سنة ثنّي عشرة وخمسمائة، وكاتبها من أولاد المصنف، قال في آخرها: تم جميع الديوان، والحمد لله حق حمده، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعبده، وفرغ من نسخة في عقب جمادى الآخرة سنة ثني عشرة وخمسمائة، وكتبه عبد الله بن محمد بن عمر بن أبي علي لنفسه نفعه الله به. انتهى.
قال ابن الأنباري: وقد أجمعت العرب على ترك الهمزة في قولهم: هذه أيدي، وأيادي سبا. وأصله الهمزة، ولكنه جرى في هذا المثل على السكون، فترك همزهُ قال العجاج:
مِنْ صادرٍ أو وَاردٍ أيدي سَبَا
وقال كثير:
أيادي سبَايَا عزَّ ما كنتُ بعدكمْ ... فلم يحلْ بالعينينِ بعدك منظرُ
ويكتب بالألف، لأنَّ أصله الهمزة. انتهى كلامه. ونقله القالي بعينه من غير زيادة ولا نقص، وعزاه إليه. وقال ابن ولاد أيضًا في "المقصور والممدود": وَأما قول العرب: تفرقوا أيادي سبا، وأيدي سبا، فإنه جرى في كلامهم غير مهموز، وكتابه بالألف. انتهى. وكذا أنشده صاحب "الكشاف" عند قوله تعالى: (فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كلَّ ممزق) من سورة سبأ [الآية ١٩] قال: أحاديث يتحدث الناس بها، ويتعجبون من أحوالهم، وفرقناهم تفريقًا، اتخذهُ الناس مثلًا مضروبًا، يقولون: ذهبوا أيدي سبا، وتفرقوا أيادي سبا، قال كثير: أيادي سبايَا عزَّ ... البيت.