للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غير الدهر. وقوله: أريهم: في موضع الحال، أبان أنه يتصبر للأعداء، وإن كان مفجوعًا بالأبناء مظهرًا لهم أنه لا يخضع لما نابه.

وحكي أن الحسن بن علي، عليهما السلام، عاد بعضهم، فلما طلب الإذن له عليه، أمر بأن ينصب في فراشه، وأخذ ينشد عند دخوله: وتجلدي للشامتين .. البيت، فلم يلبث الحسن أن قام وأخذ ينشد:

وإذا المنية أنشبت أظفارها ... البيت

فاستحسن ذلك لكونهما من قصيدة واحدة. انتهى.

وقوله: والنفس راغبة ... البيت، قال المرزوقي: حكى الباهلي عن الأصمعي أنه قال: هذا أبرع بيت، وأبدع بيت قالته العرب. والمعنى: أن النفس إنما ترغب بحسب بسطك من رجائها، فأما إذا وقفتها على النزر اليسير، ورددتها إلى التافه القليل، فإنها ترضى به وتعف، وتكتفي بنيله وتكف، وهذا غاية الرضى بالمقسوم، ونهاية التسلي عن المرتجع المسلوب. انتهى.

وقوله: كم من جميع الشمل ... البيت، قال المرزوقي: هذا البيت لم يعرفه الأصمعي وغيره من البصريين.

وترجمة أبي ذويب الهذلي تقدمت في الإنشاد الخامس من أول الكتاب.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد المائة]

(١٢٩) إذا باهليُّ تحته حنظلية ... له ولد منها فذاك المذرَّع

على أن التقدير: إذا كان باهلي، وكان تامة.

والبيت من قصيدة للفرزدق، وبعده:

ذراع بها لؤم وأخرى كريمة ... وما يصنع الأقوام ما الله واضع

<<  <  ج: ص:  >  >>