في "الصحاح" حرب، بالكسر، إلا بمعنى اشتد غضبه، وأما حرب بمعنى أخذ ماله، فبالفتح، وقد حرب الرجل ماله، أي سلبه. انتهى. هذا آخر ما نقله السيوطي. وقوله: على هذا فلا تأكيد ولا نون، قد علم رده مما نقلناه، ومنشؤه كلام "الصحاح" فإنه لما لم ير فيه حرب، بفتح الحاء وكسر الراء بمعنى سلب ماله، جزم بأن قوله: وأحربا، بالبناء للمجهول بمعنى دل عليه، فأخذ ماله، جهول أحربته، أي: دللته على ما يغنمه من عدو.
وقوله: ومستخلف: الواو واو رب، ومستخلف: اسم فاعل، أي: طالب خلفاً، بفتحتين، وهو العوض والبدل، يقال: اجعل هذا خلفاً من هذا، وصريمة: مصغر صرمة، بكسر فسكون، وهي القطعة من الإبل ما بين العشرة إلى الأربعين، وصغرها للتقليل، وقوله: بطول فقر، وروي:"لطول فقر" باللام أيضاً، وروي أيضاً:"من طول فقر" وهذه الرواية لا زحاف فيها.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الخمسمائة]
(٥٥٥) دامن سعدك لو رحمت متيما ... لولاك لم يك للصبابة جانحا
على أن تأكيد الفعل الماضي شاذ، وكان ينبغي أن يلحق هذا -أعني التوكيد على وجه الشذوذ- بالضرائر الشعرية، فإنه لم يرد في الكلام، ولم أر من ذكره في الضرائر، والخطاب في المواضع الثلاث لمؤنث، والمتيم: الذي جعله الحب تيماً وهو العبد، والصبابة: الشوق، وقيل: رقته، وجانحاً: مائلاً، وجملة "دامن سعدك" دعائية، والمعنى: ليدم سعادتك، ولو للتمني، وقيل للشرط وجوابها محذوف، يدل عليه ما قبلها.