للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملغاة، ومن نصب جعله مفعولاً أول لأظن، وجملة "شجاك" مفعولاً ثانياً مقدراً وفاعله ضمير مستتر راجع إلى الربع، لأنه مؤخر لفظاً مقدم تقديراً؛ إذ أصله التقديم على "شجاك". انتهى.

والمصراع صدره، وعجزه:

ولم تعبأ بعذل العاذلينا

وشجاك: أحزنك، والشجو: الحزن، والربع: المنزل، حيث كان، والظاعن: المرتحل، يقال: ظعن: أي سافر، ولم تعبأ: لم تلتفت، يقال: ما عبئت بفلان، أي: ما باليت به، وكان يونس لا يهمزه، ولم أقف على قائل الشعر، وقد بوب ابن جني في "الخصائص" باباً للاعتراض، قال: اعلم أن هذا القبيل من هذا العلم كثير قد جاء في القرآن العظيم، وفصيح الشعر، ومنثور الكلام، وهو جار عند العرب مجرى التأكيد، فلذلك لا يستنكر عندهم أن يعترض به بين الفعل وفاعله، والمبتدأ وخبره، وغير ذلك، مما لا يجوز الفصل فيه بغيره إلا شاذاً، أو متأولاً، ثم مثل بالأبيات التي أنشدها المصنف وغيرها.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع عشر بعد الستمائة]

(٦١٧) وقد أدركتني والحوادث جمة ... أسنة قوم لا ضعاف ولا عزل

على أن جملة "الحوادث جمة" معترضة بين الفعل والفاعل، قال ابن حبيب في "النقائض" في شرح يوم الوقيط، وأسر حنظلة بن عمار العجلي جويرية بن زيد،

<<  <  ج: ص:  >  >>