وقوله: شجت، بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير الراح، أي: مزجت، والجملة: حال من الراح بتقدير قد، وقوله: بذي شبم، أي: بماء ذي شبم، بفتحتين، مصدر شبم الماء، من باب فرح: إذا برد، ومحنية، كمفعلة، بكسر العين: ما انعطف من الوادي وانحنى منه، والأبطح: مسيل واسع فيه دقاق الحصا، والمشمول: الذي هبت عليه ريح الشمال، وجملة "وهو مشمول": حال من ضمير أضحى التامة، كذا قال المصنف هنا، وفي شرح القصيدة، ولا مانع من أن تكون ناقصة مع هذه الجملة الحالية، فإن قوله: بأبطح: صالح لأن يكون خبر أضحى. وقد ذكرنا ما فيه الكفاية في حاشيتنا على شرح المصنف لهذه القصيدة، وتقدم ترجمة ناظمها في الإنشاد العشرين بعد الثلاثمائة.
وأنشد بعده:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ... وتقلينني لكن إياك لا أقلي
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد الثالث عشر بعد المائة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الستمائة]
(٦٥١) رجلان من مكة أخبرانا ... إنا رأينا رجلاً عريانا
على أنه روي بكسر همزة "إنا" لأنه محكي بقول محذوف تقديره: وقالا: إنا رأينا. قال أبو الفتح بن جني في "المحسب": روى مجاهد عن ابن عباس في مصحف ابن مسعود: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ويقولان ربنا)[البقرة/ ١٢٧] وفيه: (والذين اتخذوا من دونه أولياء قالوا ما نعبدهم)[الزمر/٣] وفيه: (والملائكة باسطوا أيديهم