للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولون أخرجوا) [الأنعام/ ٩٣] قال أبو الفتح: وهذا دليل على صحة ما يذهب إليه أصحابنا من أن القول مراد مقدر في نحو هذها لأشياء، وأنه ليس كما يذهب إليه الكوفيون من أن الكلام محمول على معناه، دون أن يكون القول مقدراً معه، وذلك كقول الشاعر:

رجلان من ضبة أخبرانا .. إلى آخره

فهو عندنا على تقدير: قالا: إنا رأينا، وعلى قولهم لا إضمار قول هنا، لكنه لما كان "أخبرانا" في معنى: قالا لنا، صار كأنه قال: قالا لنا، فأما الأول على إضمار قالا في الحقيقة فلا، وقد رأيت إلى قراءة ابن مسعود كيف ظهر فيها ما تقدره من القول، فصار قاطعاً على أنه مراد فيما يجري مجراه، وكذلك قوله:

يدعون عنتر والرماح كأنها

في من ضم عنتر، أي: يقولون: يا عنتر، وكذلك من فتح الراء وهو يريد يا عنترة، وكذلك: (والْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلامٌ عَلَيْكُم) [الرعد/ ٢٣] أي: يقولون، وقد كثر حذف القول من الكلام جداً. انتهى.

وقال كذلك عند قوله تعالى: (أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ) [الأعراف/ ٤٩]، قال: وقد اتسع عنهم حذف القول، كقول الشاعر:

رجلان من ضبة أخبرانا ... إلى آخره.

أي: قالوا: إنا رأينا، ولذلك كسر، وهذا مذهب أصحابنا في نحو هذا من إضمار القول. انتهى. ومن الكوفيين الفراء، وهو إمامهم، قال في تفسيره:

<<  <  ج: ص:  >  >>