للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مما إذا كان لكراهته كما لا يخفى. قال شيخنا الخفاجي: أقول: هذا خطأ منه, فإنه حمل القرى في البيت على قرى الضيف, وليس معناه هذا, فإنه استعارة تهكمية, والمراد به قتلهم. انتهى. والعجب من ابن الملا, فإنه قال قبل ذلك: ثم اعلم أن قوله: نزلتم منزل الأضياف, ليس على ظاهره, فإنه إنما يريد أنهم جاؤوا محاربين لهم, فنزلهم منزلة الأضياف تهكمًا بهم, فليس القرى المعجل لهم قرى الضيوف, بل قرى الأسنة والسيوف, فهو استعارة تحقيقية, قرنت بلا يلائم المستعار منه وهو التعجيل ترشيحًا, كالتبعية في قوله:

نقريهم لهذميات نقد بها ... ما كان خاط عليهم كل زراد

أي: طعنات منسوبة إلى لهذم, وهو القاطع من الأسنة. انتهى. وقوله: مرادة, هي صخرة عظيمة تطحن ما مرت به, شبه الكتيبة بها فقال: جعلنا قراكم الحرب لما نزلتم بنا, ولقيناكم بكتيبة تطحنكم طحن الرحى, قال التبريزي.

ومرادة منصوب بنزع الخافض وهو الباء, قاله بعض شراح المعلقة, وهو أحمد بن الفقيه محمد بن أبي بكر محمد. وقال ابن الملا: نصب على الحال من قراكم.

وغالب أبيات هذه القصيدة قد شرح في مواضع متفرقة من شواهد «شرح الكافية» للمحقق الرضي.

وقائلها عمرو بن كلثوم, شاعر فارس جاهلي قد تقصينا ترجمته مع شرح أول معلقته في الشاهد الثامن والثمانين بعد المائة.

[وأنشد في إن المكسورة المشددة, وهو الانشاد السادس والأربعون]

(٤٦) إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن ... خطاك خفافًا إن حراسنا أسدا

<<  <  ج: ص:  >  >>