للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا أبلغ بني الطماح عنا ... ودعميًا فكيف وجد تمونا

وبعده:

قريناكم فعجلنا قراكم ... قبيل الصبح مرادةً طحونا

قال التبريزي: قال ابن الأنباري: الطماح ودعمي حيان من إياد, وقال ابن السكيت: بنو الطماح من بني وائل, وهم من بني نمارة بضم النون, ودعمي ابن جديلة من إياد, الأول بفتح الطاء وتشديد الميم وآخره حاء مهملة, والثاني بضم الدال وآخره ياء مشددة. وقوله: فكيف وجدتمونا, الفاء عاطفة على أبلغ, والمعطوف محذوف تقديره: فقل, وكيف منصوبة المحل يوجد.

وقوله: نزلتم منزل الأضياف, أي: جئتم لحربنا, فضرب الضيافة والقرى مثلًا, أي: جعلنا ما يقوم مقام القرى الحرب, كما قال تعالى: {فبشرهم بعذاب أليم} [التوبة/٣٤] قاله أبو جعفر النحوي. وقال التبريزي: أي: نزلتم حيث ينزل الأضياف, أي: جئتم للقتال فعاجلنا كم بالحرب, ولم ننتظركم أن تشتمونا. ويقال: معناه: عاجلناكم بالقتال قبل أن توقعوا بنا, فتكونوا سببًا لشتم الناس إيانا. ومعنى: أن تشتمونا على مذهب الكوفيين: لئلا تشتمونا, ثم حذف لا, ولا يجوز عند البصريين حذف «لا» لأن المعنى ينقلب, والتقدير على مذهبهم: فعجلنا الحرب مخافة أن تشتمونا, فحذف مخافة, وأقيم أن تشتمونا مقامها. انتهى كلامه. قال ابن الملا الحلبي: لم يقدر المصنف مخافة في الآية لامتناعها, لكنه لو قدر «كراهة» في البيت أيضًا كان أولى, لأن تعجيل القرى إذا كان لإكرام الضيوف فهو من شأن الكرام, بخلاف ما إذا كان لمخافة الشتم, فهو أسوأ حالًا

<<  <  ج: ص:  >  >>