للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الخمسمائة]

قَدْ عَلْمَتْ سَلمَى وَجَارَاتُهَا ... مَا قَطَّرَ الْفَارِسَ إلَّا أَنَا

لما تقدم قبله، قال سيبويه: وتقول: ما جاء إلا أنا قال عمرو بن معدي كرب:

قَدْ عَلْمَتْ سَلمَى وَجَارَاتُهَا .. البيت.

قال الأعلم: الشاعد في إظهار "أنا" وانفصاله بعد إلا حيث لم يقدر على الضمير المتصل بالفعل، ومعنى قطّر: صرعه على أحد قُطِرَيْه، أي: على أحد جانبيه، والقطر: الجانب. انتهى. والبيت من قطعة لعمرو بن معدي كرب في ديوانه. وهي:

ألْمِمْ بِسَلْمَى قَبِلَ أَنْ تَظْعَنَا ... إنَّ بِنَا مِنْ حُبِّهَا دَيْدَنَا

كأنَّ سلمى ظيبةٌ مُطْفِلٌ ... يرعَى حِقَافَ الرَّمْلِ مِنْ أَرْزَنَا

تنشُرُ وَحْفًا مُسْبَكِرًا عَلى ... لَبَّاتِهَا أَسْوَدَ مُغْدَوْدِنَا

قَدْ عَلِمْتْ سَلْمَى وَجَارَاتُهَا ... مَا قَطَّرَ الفَارِسَ إلاَّ أَنَا

شَكَكْتُ بِالرُّمْحِ حَيَازِيمَهُ ... والخَيْلُ تَعْدُو زيِمًا حَوْلَنَا

وَأَلْمِمْ: انزل، والدَّيْدَنُ: العادَةُ، وتظعن: ترتحل، ومطفل: ذات طفل، وحقاف جمع حِقف بالكسر: وهو التل من الرمل، وأرزن: موضع، والوحف: الشعر الكثير الأسود، واسبكرّ الشعر: استرسل، والحيازيم جمع حيزوم وهو ما حول الصدر، والزيم: المتفرقة، يقول: طعنت بالرمح في صدره، والخيل تجري بفرسانها يحمل بعضُهم على بعض، وزيمًا، منصوب على الحال.

روى صاحب "الأغاني" بسنده عن قيس قال: شهدت القادسية، وكان سعد على الناس، فجاء رستم يمر بنا، وعمرو بن معدي كرب يمرّ على الصّفوف يحض

<<  <  ج: ص:  >  >>