للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس، ويقول: يا معشر المهاجرين كونوا أسودًا، وإنما الفارسي تيس، قال: وكان مع رستم إسوار لا تسقط له نشابة، فقيل له: يا أبا ثور اتق ذاك، فإنا لنقول له ذلك إذ رماه رمية، فأصاب فرسه، وحمل عليه عمرو فاعتنقه، ثم ذَبَحَهُ، وسلبه سوارين كانا عليه وقباء ديباج. قال أبو زيد: ذكر أبو عُبيدة أنَّ عمرًا يومئذ حمل على رجل، فقتله، ثم صاح: يا معشر بني زبيد دونكم القوم، فإنهم يموتون، قال: وحضر عمرو الناس وهم يقاتلون، فرماه رجل من العجم بنشابة، فوقعت في كتفه، وكانت عليه درع حصينة، فلم تنفذ، وحمل على العلج فعانقه، فسقط إلى الأرض، فقتله عمرو، سولبه ورجع بسلبه وهو يقول:

أنَا أَبُو ثَوْرٍ وسيفي ذُو النونْ ... أضربهم ضرب غلامٍ مجنونْ

يالَ زبيدٍ إنهمْ يموتونْ

قال أبو عبيدة: وقال في ذرك عمرو بن معدى كرب:

أَلْمِمْ بِسَلْمَى قَبْلَ أَنْ تَظْعَنَا

إلى قوله:

والخيلُ تَعْدُو زِيَمًا بينَنَا

وشهد عمرو وقعة القادسية وهو ابن مائة وعشرين سنة. انتهى. وتقدَّمت ترجمته في افنشاد الخامس بعد المائة.

وأنشد بعده:

رُبَّمَا أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ ... ـتَرْفَعَنْ ثَوْبي شِمَالاتُ

وتقدَّم شرحه في الإنشاد السادس بعد المائتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>