للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فويق جبيل شامخ الرأس لم تكن ... لتبلغه حتى تكل وتعملا

فقال: جبيل, والجبل الذي هذه حاله ليس بجبيل إنما هو جبل, وإنما وجه تصغير التعظيم أن الشيء قد يعظم في نفوسهم حتى ينتهي الغاية, فإذا انتهاها عكسوه إلى ضده لعدم الزيادة في تلك الغاية, وهذا مشهور من رأي القدمات والفلاسفة الحكماء, أن الشيء إذا انتهى انعكس إلى ضده, ولذلك جعل سيبويه الفعل الذي يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل وهي نهاية التعدي بمنزلة الفعل الذي لا يتعدى إلى مفعول, قال: لأنه لما انتهى فلم يتعد صار بمنزلة ما لا يتعدى, وهذا منه طريف جدًا. انتهى كلامه. وقد مثل ابن جني أيضًا لتصغير التعظيم بذلك البيت, واعترضه أبو القاسم الأصفهاني فقال: وأما استشهاد أبي الفتح ببيت أوس بن حجر, وهو: فويق جبيل .. فهو مختلف فيه, فبعضهم ذهب إلى أن كل شامخ له نادر يندر منه ويشخص, فهو الجبيل, ومنهم من وافق أبا الفتح, والقاطع في تصغير التعظيم قول لبيد:

وكل أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفر منها الأنامل

وصفرة الأنامل من الموت, وليس في الدواهي أعظم منه. انتهى.

وترجمة المتنبي تقدمت في الشاهد التاسع.

[وأنشد بعده, وهو الانشاد التاسع والخمسون]

(٥٩) أيا شجر الخابور ما لك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف

على أنه من تجاهل العارف, وسماه السكاكي: سوق المعاوم مساق غيره,

<<  <  ج: ص:  >  >>