للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: لا أحب تسميته بالتجاهل لوروده في كلام الله تعالى, والتجاهل إنما يكون لنكتة كالتوبيخ هنا, وفي قولها: مالك مورقًا! توبيخ, من أورق الشجر: صار ذا ورق, قال السعد: وهي تعلم أن الشجر لم يجزع على ابن طريف, لكنها تجاهلت فاستعملت لفظ كأن الدال على الشك. وبهذا يعلم أنه ليس يجب في «كأن» أن تكون للتشبيه, بل قد تستعمل في مقام الشك في الحكم. وقال صاحب «عروس الأفراح»: الاستفهام في قولها: ما للتوبيخ, وهو تجاهل مع معرفتها أن الشجر لا يتأثر بموت من مات. ولقائل أن يقول: ليست النكتة هنا توبيخ الشجر, بل النكتة إرادة إبهام أن الحزن على المذكور من الأمور العامة حتى لا يختص بها إنسان عن شجر, فهو تجاهل, فأتى في ظاهر اللفظ بالتوبيخ لنكتة المبالغة في المدح على جهة الغلو بالوجه المستحيل, كقوله:

وأخفت أهل الشرك حتى إنه ... لتخافك النطف التي لم تخلق

وإنما أفردت ضمير الشجر رعاية للفظه لا لمعناه, وإلا أنثت. انتهى.

والخابور هنا: نهر عظيم بأرض الجزيرة, ومخرجه من عيون في رأس عين, وينضاف إليه بعض مياه نصيبين, يسقي كورة كبيرة ذات بلدان كثيرة, وقرى منها قرقيساء, وعرابان والمجدل وما كسين وغير ذلك, ثم يصب ي الفرات عند قرقيساء. وفي شرقي دجلة بالموصل أيضًا نهر مخرجه من الجبال, يجتمع أيضًا فيسقي كورة يقال له: خابور الحسنية أيضًا, كذا في «المشترك وضعا المفترق صقعًا» لياقوت الحموي وفي «القاموس»: الخابور: نهر بين رأس عين والفرات, وآخر شرقي دجلة الموصل وواد. انتهى. وقول السيد في «شرح المفتاح» والسعد فيه,

<<  <  ج: ص:  >  >>