وفي «المطول» إنه موضع من نواحي ديار بكر ليس بجيد, وفي كتاب «الأمكنة» للزخشري: الخابور: نهر بالشام, وهو من قول الجوهري في «الصحاح»: الخابور موضع بالشام, ولعله كذلك, لكنه ليس المناسب هنا, فإن ابن طريف الخارجي خرج بالجزيرة في سنة ثمان وسبعين ومائة, ففتك يإبراهيم ابن خازم بنصبين عامل الرشيد, وقويت شوكته حتى سير إليه الرشيد يزيد بن مزيد ابن زائدة, وهو ابن أخي معن بن زائدة الشيباني, فقال الوليد:
ستعلم يا يزيد إذا التقينا ... بشط الزاب أي فتى تكون
ثم التقوا واقتتلوا قتالًا شديدًا, فقتل الوليد, فقال بعض الشعراء:
وائل بعضهم يقتل بعضًا ... لا يقل الحديد إلا الحديد
ولما قتل الوليد صحبتهم أخته ليلى بنت طريف مستعدة عليها الدرع, فجعلت تحمل على الناس فعرفت, فقال يزيد: دعوها, وخرج إليها فضرب قطاة فرسها بالرمح, ثم قال: اغربي فقد فضحت العشيرة, فاستحيت وانصرفت, ورثته بأشعار منها القصيدة التي منها هذا البيت, كذا في «تاريخ النويري» بن طارق بن سيحان بن عمرو بن فدو كس الشيباني الشاري, أحد الشجعان الطغاة الأبطال, وكان بنصبين والخابور وتلك النواحي, وخرج في خلافة هارون الرشيد, وبغى وحشد جموعًا كثيرة, فأرسل إليه هارون جبيشًا كثيفًا مقدمه أبو خالد يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني, فجعل يخاتله وبما كره, وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد, فأغروا به الرشيد, وقالوا: إنه يراعيه لأجل الرحم وإلا فشوكة الوليد يسيرة, فوجه إليه الرشيد كتاب مغضب وقال: لو وجهت أحد الخدم لقام