أرباب الحواشي لعمرو بن معدي كرب، ونسبه العيني والسيوطي إلى حميد بن ثور، والصاغاني، رحمه الله تعالى، قد التزم في "العباب" بذكر قائل الأبيات، وتكميل ما اختصره الجوهري، فرجعت إلى "العباب" فوجدته قد أورد البيت كاملًا، ولم يذكر اسم قائله، فرجعت إلى "تهذيب اللغة" للأزهري، فوجدته "كالعباب" وأنشد ابن فارس عجزه في "مجمل اللغة" ثم فتشت الحماسات، فلم أجده فيها، ثم رجعت إلى ديوان عمرو بن معدي كرب، وديوان حميد بن ثور، فلم أجده فيهما.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون]
(٩٣)
ماذا ترى في عيال قد برمت بهم ... لم أحص عدَّتهم إلاَّ بعدَّاد
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية ... لولا رجاؤك قد قتَّلت أولادي
على أن "أو" فيه بمعنى "بل" للإضراب الانتقالي، وقيل: للشك، كأن كثرتهم أوجبت الشك في عدتهم، ومن ثم احتاج في عدتهم إلى عداد، وقال الكوفيون:"أو" هنا بمعنى الواو.
والبيتان آخر قصيدة لجرير، أوردهما بعد المديح من غير مناسبة، مدح بها معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، ذكر فيها هروب عباد الجحافي الخارجي باليمن إلى أن قتله يوسف بن عمر الثقفي، قال بعد أن ذكر منازل الحبيبة على وجه الاقتضاب:
الله دمَّر عبَّادًا وشيعته ... عادات ربِّك في أمثال عبَّاد
قد كان قال أمير المؤمنين لهم ... ما يعلم الله من صدق وإجهاد