من يهده الله يهتد لا مضلَّ له ... ومن أضلَّ فما يهديه من هاد
لقد تبَّين إذ غبَّت أمورهم ... قوم الجحافيّ أمرا غبُّه باد
لاقوا بعوث أمير المؤمنين لهم ... كالرِّيح إذ بعثت نحسًا على عاد
فيهم ملائكة الرحمن مالهم ... سوى التوكُّل والتسبيح من زاد
أنصار حقٍّ على بلق مسوَّمة ... إمداد ربِّك كانوا خير إمداد
إلى أن قال مخاطبًا للممدوح:
إنّ العدوَّ إذا راموا قناتكم ... يلقون منها صميمًا غير مناد
إنّ الكرام إذا عدُّوا مساعيكم ... قدمًا فضلت بآباء وأجداد
بالأعظمين إذا ما خاطروا خطرًا ... والمطعمين إذا هبَّت بصرَّاد
ما البحر مغلولبًا تسموغوا ربه ... يعلو السَّفين بآذيٍّ وإزباد
يومًا بأوسع سيبًا من سجالكم ... عند العناة وعند المعتفي الجادي
إلى معاوية المنصور إنَّ له ... دينًا وثيقًا وقلبًا غير حيَّاد
من آل مروان ما ارتدَّت بصائرهم ... من خوف قوم ولا همُّوا بإلحاد
حتّى أتتك ملوك الرُّوم صاغرةً ... مقرَّنين بأغلال وأصفاد
يوم أذلَّ رقاب الرُّوم وقعته ... بشرى لمن كان في غور وأنجاد
يا ربما ارتادكم ركب لرغبتهم ... فأحمدوا الغيث وانقادوا لروَّاد
سيروا فإنَّ المؤمنين لكم ... غيث مغيث بنبت غير مجحاد
ماذا ترى في عيال قد برمت بهم .. ... إلى آخر البيتين