إذا حفرت في مكان فوجدته صلبا لا يقدر عليه، فهو الكدية، يقول: فهو لئيم لا يقدر على ما عنده، يقال: سألته فأكدي وأجبل وأصلد. انتهى.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد التسعمائة]
(٩٢٨) حتى يكون عزيزا من نفوسهم ... أو أن يبين جميعا وهو مختار
قال ابن جني في "إعراب الحماسة": أصل هذا: أو أن يبين مجتمعة أسبابه، أو جميعة أسبابه، ثم حذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، فارتفع الضمير الذي كان مجرورا لوقوعه موقع المضاف المحذوف الذي كان مرفوعا، فلما ارتفع استتر في جميع. ومن أبيات الكتاب.
عهدي بها الحي الجميع وفيهم ... قبل التفرق ميسر وندام
ونحو من هذا قولهم: جحر ضب خرب، فهذا يتأوله سيبويه، والجماعة على أنه جار على الغلط، وأنا أرى أنه ليس بغلط، وذلك أن أصله: هذا جحر ضب خرب جحره ثم حذف الجحر، فارتفع ضميره، واستتر في خرب، فهذا يؤول في المعنى إلى ما أراده من ذهب إلى الغلط، غير أن الطريق مخالفة، وحذف المضاف كثيرا، وأما الغلط، فشاذ، وأجاز أبو الحسن في نحو: مررت بالقوم جميعا أن يكون منصوبا على المصدر أيضا على حد قولهم: مررت بهم جميعا، وهو عنده من المصادر التي جاءت على فعيل نحو النذير والنكير والعذير، وهذا مذهب حسن. انتهى.