فجعل "أن" خبرا للفتيان، وقال أيضا عند قوله تعالى:(أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ) الآية [١٩/ التوبة] ولم يقل: سقاه الحاج وعامري ... كمن آمن بالله، فهذا مثل قوله:(وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ)، أنشدني الكسائي:
لعمرك ما الفتيان .. البيت، فجعل خبر الفتيان "أن" وهو كما تقول: إنما السخاء حاتم، وإنما الشعر زهير. انتهى. وابن الأنباري في "المقصور والممدود" قال: ويقولون: حلية وحلى، ولحية ولحى، بالكسر، قال الشاعر:
لعمرك ما الفتيان ... البيت
وربما قال العرب: حلى ولحى، ولا يقاس على الضم في هذين الحرفين سواهما لأنهما من ذوات الياء، وثبت جمعهما بالياء. انتهى.
وقال السيد المرتضى في "أماليه": العرب تخبر عن الاسم بالمصدر والفعل مثل قول الشاعر:
لعمرك ما الفتيان ... .. البيت.
قال الجواليقي في كتاب "لحن العامة": قال القتبي: ليس الفتى بمعنى الشاب والحدث، وإنما هو بمعنى الكامل الجزل من الرجال. انتهى.
والبيت ملفق من مصراعين من ابيات لابن بيض، وهي:
لعمرك ما الفتيان أن تنبت اللحى ... وتعظم أبدان الرجال من الهبر
ولكنما الفتيان كل فتى ندي ... صبور على الآفات في العسر واليسر
خروج من الغمى، نهوض إلى العلى ... ضروب بنصل السيف منشرح الصدر
رأيت رجالا يكثر المال عندهم ... وليس يقي أحسابهم كثرة الوفر
غلاظ الكدى شل الأكف كأنهم ... على السائلين الصالدات من الصخر