لن تَدرِكوا المجدَ أو تشروا عباءتكمْ ... بالحَزِّ أو تجعَلُوا التَّنوُّمَ ضُمْرَانَا
وهذا آخر القصيدة. وروين بكسر الواو: ارتوين، والسَّكَر بفتحتين: الخمر والنبيذ، وقوله: على الخنزير، أي: على لحم الخنزير: والقسين، بالفتح وتشديد السين المفتوحة، قال السيوطي: موضع، وقال ابن عصفور في كتاب "الضرائر" يريد: هل تتركن مسحكم صلبكم، وقولكم: يا رخمان قربانًا، كأنه عيَّرهم اللُّكنة التي في النصارى، فحذف المصدر "قولكم" وهو من قبيل الموصولات، وأبقى صلته وهو: يا رحمن قربانًا، لأنَّه في موضع مفعول به. انتهى. وتشروا: تبيعوا علق دركهم المجد بالمحال، لأنَّ العباءة لا يشترى بها الخزّ، ولا يصير التنوم ضمران، بالفتح، وهما شجرات. وترجمة جرير تقدَّمت في الإنشاد الحادي عشر.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد الأربعمائة]
على أنَّ في ماذا الواقعة فيه خلافًا بين النحويين، قال سيبويه: وأما إجراؤهم ذا مع ما بمنزلة اسم واحد، فهو قولك: ماذا رأيت؟ فتقول خيرًا، كأنك قلت: ما رأيت، فلو كانت ذا لغوًا لما قالت العرب: عماذا تسأل، ولقالوا: عم ذا تسأل، ولكنهم جعلوا ما وذا اسمًا واحدًا، كما جعلوا ما وإنَّ حرفًا واحدًا حين قالوا: إنما، ومثل ذلك كأنما وحيثما في الجزاء، ولو كان ذا بمنزلة الذي [في ذا الموضع البتة] لكان الوجه في ماذا رأيت إذا أراد الجواب أن يقول: خير، وقال الشاعر،