للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها، أي: أكلتُ الدوَّاية، وقد بسطنا شرح هذه القصيدة في الشاهد الثمانين بعد المائة.

ويزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي البصري شاعر مشهور حدث عن عمه عثمان، وروى عنه معاوية بن قرة، وعبد الرحمن بن إسحاق، حكى أن الفرزدق مرَّ على يزيد هذا وهو ينشد في المسجد، فقال: من هذا الذي ينشد شعرًا كأنه شعرنا! قالوا: يزيد بن الحكم، فقال: أشهد بالله أن عمّتي ولدته، وأم يزيد بكرة بنت الزبرقان بن بدر وأمها هنيدة بنت صعصعة بن ناجية، وورد يزيد على الحجاج بن يوسف بالعراق، فولاه فارس، فلما جاء لأخذ عهده، قال له: يا يزيد أنشدنا من شعرك يريد مديحًا، فأنشده قصيدة يفتخر فيها، فقام الحجاج مغضبًا، ودخل القصر، وانصرف يزيد، والعهد في يده، فقال الحجاج لخادمه: اتبعه، وقل له: اردد علينا عهدنا، فإذا أخذته، فقل له: هل أورثك أبوك مثل هذا العهد؟ ففعل الخادم، فقال: قل للحجاج: أورثني أبي مجده وفعاله، وأورثك أبوك أعنزًا ترعاها، ثم سار تحت الليل، فلحق بسليمان بن عبد الملك وهو ولي عهد الوليد، فضمه إليه، فقال له سليمان: كم كان أجرى لك في عمالة فارس؟ قال: عشرين ألفًا، قال: هي لك ما دُمتُ حيًا، ومدحه بقصائد، وقد ترجمناه بأكثر من هذا في الشاهد التاسع من أوائل شواهد الرضي.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والسبّعون بعد الأربعمائة:

(٤٧٦) فليت دفعت الهمَّ عنِّي ساعةً

تمامه:

فنمنا على ما خيّلتْ ناعمي بالِ

على أنَّ اسم ليت محذوف سواء كان ضمير شأن أو ضمير مخاطب، قال أبو زيد بعد ما أنشده في "نوادره": قال أبو عمرو: أراد: فليتك دفعت، فأضمر اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>