للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليت وهو ضعيف رديء، لا يجوز ف الكلام، وقلما جاء في الشعر، وقال السكري: أراد: فليت الأمر فأضمر. انتهى. وقال أبو الحسن بن علي بن سليمان الأخفش فيما كتبه على "نوادر أبي زيد": الأحسن في العربية أن يكون أضمر الهاء كأنه قال: فليته دفعت، يريد: فليت الأمر هذا كما تقول: إنّه أمَةُ الله ذاهبةٌ، وإنه زيد منطلق، أنشدنا أبو العباس المبرد قال: أنشدني عمارة لنفسه يصف نخلًا:

كأنهَّهُنَّ الفتياتُ اللُعْسُ ... كأنَّ في أظلالهنَّ الشمسُ

والقوافي مرفوعة، يريد: كأنه في أظلالهنَّ الشمس، فإذا أضمر الكاف، والكاف للمخاطب، والمخاطب لا يحتاج إلى تبيين، وإنما تبين الهاء بالأمر إذا كانت مبهمة يفسرها ما بعدها، وإظهارُها هو الجيّد، وإنما يجوز إضمارها إذا اضطر شاعر لما بينت لك. انتهى.

ومثله لمحمد بن محمد أحمد بن السيف الإسفراثيي المعروف بالفاضل في كتاب "لباب الإعراب" قال: ولا يحذف الاسم في باب إنَّ إلاَّ إذا كان ضمير الشأن نحو:

إنَّ من لامَ في بني بنتِ حسَّا ... نَ ألُمْهُ وأعصِهِ في الخُطُوبِ

أي: إنه، وإلا زال الجزاء عن صدر الكلام، ونحو:

فلو أنَّ حقَّ اليوم منكم إقامةٌ

ونحو:

فليتَ دفعتَ الهمَّ عني ساعةً

ونحو:

فليت كفافًا كان خيركَ كلُّهُ

على أحد التأويلين.

ونحو:

كأنَّ في أظلالهنَّ الشمْسُ

<<  <  ج: ص:  >  >>