للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلاّ انتصب الشمس، ونحو:

وتقليني لكنَّ إياك لا أقلْي

ولا يجوز هذا في غير الاضطرار عند الأكثر. انتهى. وكذا قال المحقق الرضي، وعند ابن عصفور: حذف الضمير في غير ضمير الشأن أولى من حذفِ ضمير الشأن، قال في كتاب "الضرائر": ومنه حذف ضمير الشأن أو القصة إذا كان اسمًا لإن وأخواتها، ثم بعد أن مثل بأبيات، قال: فحذف هذا الضمير يحسن في الشعر، ويقبُح في الكلام والشعر، لأنها حروف طالبة للأسماء فاستقبحوا لذلك مباشرتها للأفعال، وإنما صحَّ حذفه في الكلام وإن يؤد الحذف إلى المباشرة إنَّ وأخواتها للأفعال لأنه مفسر بالجملة التي بعده، فأشبهت الجملة لذلك وإن كانت في موضع الخبر الجملة الواقع صفة في أن كل واحدة من الجملين مفسرة لما قبلها، والجملة الواقعة صفة يقبح حذف موصوفها وإبقاؤها، فكذلك أيضًا يقبح حذف ضمير الشأن، وإبقاء الجملة المفسرة له، وأيضًا يستعمل في موضع التعظيم، والحذف مناقض لذلك، فأما قول الراعي:

فلو أنَّ حقَّ اليومَ منكم إقامةٌ ... البيت

وقول الآخر:

فليت دفعتَ الهمَّ عني ساعةً ... البيت

فيحتمل أن يكون المحذوف فيها ضمير الشأن، فيكون التقدير: فلو أنه حق اليوم منكم إقامة، وفليته دفعت، ويكون البيتان إذ ذاك من قبيل ما يقبح في الكلام والشعر لما يلزم في البيت الأول من ولاية الفعل لأن، وفي البيت الثاني لولايته للبيت، ويحتمل أن يكون المحذوف ضمير المخاطب، فيكون التقدير: فلو أنكم حق اليوم، وليتك دفعت لهم، وحملهما على هذا الوجه أولى، لأنه لا يلزم فيه من القبح ما يلزم

<<  <  ج: ص:  >  >>