للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الأربعمائة: ممم هل هو خطأ هنا ممم

(٤٢٨) ولوْ قلَمٌ أُلقِيتُ في شقِّ رأسِهِ ... من السُّقمِ ما غَيَّرتُ من خطِّ كاتبِ

على أنَّ المبني قد قيل: إنه قد لحن في هذا البيت، لأنه لا يمكن أن يقدر: ولو ألقى قلم. هو قول أبي حيّان قال في "شرح التسهيل": فأمّا قول أبي الطيّب المتنبي: فلو قلم ألقيت ... البيت فلحن، لأنه لا يمكن أن يقدر: لو ألقي قلم، وصار نظير: إن زيد ضربت بسيفه كان كذا، ولهذا لحن، لأنه لا يمكن حمله على تقدير فعل. انتهى. وقول المصنّف: وأقول روي بنصب "قلم" وبرفعه إلى آخره، ما ذكره ملخص من كلام ابن الحاجب، قال في "أماليه": يروى بالرفع والنصب، ولكل وجه، ولكن النّصب هو الوجه، لأنَّ "لو" ههنا حرف شرط يقتضي الفعل لازمًا مثل "إن" كما يجب النصب فيه الفعل عن المفعول بضميره، وإنما جاء وَهَمُ الرفع عند قائله من جهتين: منها أنه لم يُعَدَّ الفعل المفسّر إلاّ بحرف الجر، ولم يدخل على المضمر العائد على الأول إلا بواسطتين، ومنها، وهو ما أظهرها إيهامًا: أنه جاء على صيغة ما لم يسم فاعله، فتوهم أنه مثل قولك: لو زيد ذهب به، لكان كذا. أما كونه لم يعدّ بنفسه، فليس بشيء، إذ لا فرق بين قولك في وجوب نصب: إن زيدًا ضربته، وإن زيدًا مررت به، وأما كونه لم يدخل على المضمر إلاّ بواسطتين فغير معتبر أيضًا، وإنما المعتبر وجود الضمير معدّى إليه الفعل، أو إلى ما يتعلق به بنفسه، أو بواسطة

<<  <  ج: ص:  >  >>