[وأنشد بعده، وهو الانشاد التاسع عشر بعد الثمانمائة]
(٨١٩) إن الذين قتلتم أمس سيدهم ... لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما
على أن جملة النهي وهي "لا تحسبوا" وقعت خبرا عن اسم إن بتأويل، وإسناد نام إلى ضمير اليل مجاز، والمراد: نوم أهله، أي لا تحسبوهم سكوتا عنكم، وتركوا الأخذ بثأر سيدهم منكم، جعل سكوتهم عن الأخذ بثأر سيدهم نوما على سبيل الاستعارة، وخص اليل، لأنه وقت اعمال الفكر والتدبير لأخذ الثأر بالغارة ونحوها، وهو من ابيات اوردها ابو عبد الله ابن الاعرابي في "نوادره" وهي:
أبلغ أبا مالك عني مغلغلة ... إن السنان إذا ما أكره أعتاما
إن الذين قتلتم أمس سيدهم ... لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما
من يولهم صالحا نمسك بجانبه ... ومن يضمهم فإيانا إذن ضاما
هاتوا التي نقصت سبعين من مائة ... ثم ابعثوا حكما بالغيب علاما
قال: هذه دية أدوا منها سبعين من مائة، فقالوا: أدوا اتي نقصت سبعين من مائة، فمعنى نقصت سبعين من مائة، أي: أديتم سبعين من المائة، فبقى ثلاثون. انتهى.
قال ابو محمد الأسود الأعرابي الغندجاني في "ضالة الاديب" وهو كتاب يبين ما زل فيه ابن الاعرابي في "نوادره" ومؤاخذات عيه، قال أبو محمد: هذا موضع المثل:
أتتك الأزد تعثر في لحاها ... تساقط من مناخرها الجواف
رعد أبو عبد الله وبرق، ثم جاء بعد هذه اخيلاء ييتفسير انتن من الحيفة، وذلك