فالمعنى لا تلوميني على شيء رفعت به صيني وذكري، وذكريني به. وقال السكري فيما كتب على "نوادر أبي زيد" المعنى: وصيري مذكرة ي بالمكارم، وتقديره في العربية رديء لو قلت:[يا فلان] كن بغلام بشرني، لم يجز، وهو يريد: يا أم فارعة فحذف، وذلك شاذ لأنه ليس بمنادى، وإنما المنادى الأم، والصناع بفتح الصاد: الرفيعة الكف، والماجدة: اكريمة، يقول: أضبطي دلالك بمنفعة وصنعة، ولا تكوني خرقاء لا تنفع أهلها، انتهى.
والصناع: الماهرة الحاذقة بعمل اليدين، وقال ابو زيد: قوله سماعي، أي: ذكري وحسن الثناء علي ودي بفتح الدال: من دلت تدل، ودللت أنا أدل، مثل خجلت أخجل. انتهى. وقال الأخفش في حواشيه على "النوادر": قوله: وكوني بالمكارم ذكريني تقديره: كوني ممن أقول له ذكريني إذا سهوت فجرى هذا على الحكاية، كما قال:
سمعت اناس ينتجعون غيثا
أراد: سمعت قائلا يقول: الناس ينتجعون فحكى. انتهى.
والبيتان نسبهما أبو زيد إلى بعض بني نهشل، وقائلها جاهلي.