(٤٦٠) عَافَتِ الماءَ في الشِّتَاءِ فَقُلْنَا ... بَرِّديهِ تُصَادِفِيهِ سَخِينا
على أنَّ أصله: بل رديه، وهو أحد قولين فيه، قال ابن الأنباري في كتاب "الأضداد": قال بعض أهل اللغة: برّدت من الأضداد، يقال: برّد الشيء على المعنى المعروف، ويقال: برَّد الشيء: إذا سخَّنه، واحتجوا بقول الشاعر:
عَافَتِ الماءَ في الشِّتَاءِ فَقُلْنَا ... البيت
قال أبو بكر: فإذا صحَّ هذا القول، صلح أن يقال للحار: بارد، وأن يقع البرد على الحر إذا فهم المعنى، قال أبو بكر: وحكى لي بعض أصحابنا عن أبي العباس أنه كان يقول في تفسير البيت: بل رديه من الورود، فأدغم اللام في الراء، فصارتا راءً مشددة. انتهى كلامه، وهذا الأخير هو قول المازني، روي أن المازني سُئل عن البيت، فأفكر فيه، ثم قال:
حكاه السيوطي في باب الملاحن والألغاز من كتاب "المزهر" وعاف الرجل الطعام والشراب يعافه ويعفيه عِيافة بالكسر: إذا كرهه، وصادفه: وجده، ولقيه، والسخين: الساخن.
وأنشد بعده:
وَلُبْسُ عَبَاءَةٍ وَتَقَرَّ عَيْنِي ...
تمامه: أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ
وتقدَّم شرحه في الإنشاد الثاني والعشرين بعد الأربعمائة.