إليه سرق، ويقال: إن حارثة بن بدر أجاب عن هذه الأبيات بقوله:
جزاك إله الناس خير جزائه ... فقد قلت معروفًا وأوصيت كافيا
أشرت بأمر لو أشرت بغيره ... لألفيتني فيه لغيرك ماضيا
وفي "كامل المبرد" أنه غرق في ولاية عبد الله بن الحارث على العراق، وذلك في سنة أربع وستين، وذلك أنه أمر على قتال الخوارج، فهزموه بنهر تيرى، فلما أرهقوه دخل سفينة بمن معه، فأتاه رجل من أصحابه، فصاح: يا حارثة، ليس مثلي يضيع! فقال للملاح: قرب، فطفر الرجل بسلاحه في السفينة، فساخت بحارثة ومن معه، فغرقوا جميعًا. انتهى.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد المائة]
(١٣١) وقبل غد يا لهف نفسي من غد ... إذا راح أصحابي ولست برائح
على أنهم قالوا: إن "إذا" في موضع جر بدلًا من غد، قال ابن جني في "إعراب الحماسة": حديث إذا في هذا البيت طريف، وذلك أنها وقعت هنا موقعًا غريبًا، لأنها عندنا بدل من غد، وفي موضع جر، فكأنه قال: يا لهف نفسي من إذا راح أصحابي، إلا أن هذا بغير توسط المبدل منه يقبح، لأن إذا قلما تباشر الجار. على أن أبا الحسن قد ذهب في نحو قولنا: "حتى إذا كان كذا