النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، في حال الصبا، وهو من لدات الأحنف بن قيس، وليس بمعدود في الفحول، ولكن كان يعارض نظراءه في الشعر، وكان من الدهاة العقلاء، وكان زياد بن أبيه يأنس به ويكرمه، ويقبل رأيه، ويحتمله على ما يعلم منه من تناول للشراب، ومعاقرته لها.
قال السيد المرتضى: ولحارثة بن بدر يخاطب عبيد الله بن زياد لما تغير عليه بعد اختصاصه كان بأبيه:
أهان وأقصى ثمَّ تنتصحونني ... وأيُّ امرئ يعطي نصيحته قسرا
رأيت أكفَّ المصلتين عليكم ... ملاءً وكفِّي من عطائكم صفرا
وإنِّي مع السَّاعي إليكم بسيفه ... إذا أحدث الأعداء في عظمكم كسرا
متى تسألوني ما عليَّ وتمنعوا الَّذي لي لم أسطع على ذلكم صبرا
فولاه "رام هرمز""وسرّق" فلما شيعه الناس، قال أنس بن أبي أنيس، وقيل: ابن أناس الديملي:
أحار بن بدر قد وليت ولايةً ... فكن جرذًا فيها تخون وتسرق
فإنَّ جميع الناس إمّا مكذِّب ... يقول بما يهوى وإمَّا مصدِّق
يقولون أقوالًا ولا يعلمونها ... فإن قيل هاتوا حقِّقوا لم يحقِّقوا
وهذه الأبيات تروى لأبي الأسود الدؤلي، وأنه كتب بها إلى حارثة لما ردت