وهذا البيت رأيته آخر قصيدة طويلة للنابغة الشيباني:
[حرف الباء المفردة]
[أنشد فيه، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد المائة]
(١٣٩) وبات على النّار النّدى والمحلَّق
على أن المراد بالاستعلاء هنا الاستعلاء المجازي، لأن الندى والمحلق لم يمسا النار، وإنما هما بمكان قريب منها. وأورده صاحب "الكشاف" عند قوله تعالى: (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى)[طه/ ١٠] على أن معنى الاستعلاء فيها أن أهل النار يستعملون المكان القريب منها، كما قال سيبويه في: مررت بزيد، أنه لصوق في مكان يقرب من زيد، ولأن المصطلين بها إذا تكنفوها قيامًا وقعودًا، كانوا مشرفين عليها. انتهى. ومنه أخذ المصنف كلامه، والمصراع من قصيدة للأعشى ميمون البكري، وقبله وهو أول المديح:
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوءٍ نارٍ في يفاعٍ تحرَّق
تشبُّ لمقرورين يصطليانها ... وبات على النار النَّدى والمحلَّق