لقد كذب الواشون ما بحت عندهم ... بسرّ ولا أرسلتهم برسول
فلا تعجلي يا ليل أن تفهَّمي ... بنصحٍ أتي الواشون أم بحبول
ورسول في هذا البيت مصدر بمعني الرِّسالة، وبه استشهد صاحب "الكشاف" والقاضي عند قوله تعالي: (فقولا إنَّا رسول ربِّ العالمين)] الشعراء/١٦ [وحبول: جمع حبل، بكسر الحاء المهملة وسكون الوحدة، وهو الفساد. وقوله: لدن أن عرفتها، روي بدله "لدن طر شاربي" يقال: طر النبت يطر- بالضم- طرورًا: نبت، ومنه: طرَّ شارب الغلام. قال المصنف: وفيه استعمال لدن بغير من، ولم تأت في التنزيل إلاَّ مقرونة بمن. انتهي. والهائم قال صاحب "المصباح": هام يهيم: خرج علي وجهه لا يدري أين يتوجه، فهو هائم إن سلك طريقًا مسلوكًا، فإن سلك طريقًا غير مسلوك فهو راكب التعاسيف. انتهي. وقال الدماميني: الهائم من الإبل: الذي يصيبه داء فيهيم، أي: يذهب علي وجهه في الأرض ولا يرعي. والمراد: محل الرَّود، أي: طلب الكلأ، شبه نفسه في طرد ليلي له بالبعير الذي يصيبه داء الهيام، فيطرد عن الإبل خشية أن يصيبها ما أصابه. انتهي. والمقصي: اسم مفعول، من أقصاه، أي: أبعده.
وترجمة كثير عزة تقدمت في الإنشاد التاسع عشر من أوائل الكتاب.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الثلاثمائة]
(٣٨٣) وقد جعلت قلوص ابني سهيل ... من الأكوار مرتعها قريب
علي أنَّ الجملة الاسمية قد استعيرت فيه مكان الجملة الفعلية، قال ابن جني في "إعراب الحماسة": أوقع الجملة من المبتدأ والخبر موقع الجملة من الفعل والفاعل،