كثير عزَّة، فقال: ولكثير عزَّة بيت يشبه هذا في معناه وغالب لفظه، فلا أدري من الآخذ من صاحبه، وقد يكونان تواردا، وهو:
وما زلت من ليلي لدن طرَّ شاربي ... إلي اليوم كالمقصي بكلِّ سبيل
انتهي. وتبعه السيوطي هنا. وبعضهم صحّفها "بمذاد" بالميم والذال والمعجمة، وهو محل الذود، أي: الطّرد، ووقع في إنشاد ابن عصفور "بكل بلاد" كما رأيت. وقد حرف بيت آخر من هذه القصيدة، وقد تقدَّم في الإنشاد الثامن والخمسين من يحث اللاَّم قريبًا، وهو قوله:
أريد لأنسي ذكرها فكأنما ... تمثَّل لي ليلي بكلِّ سبيل
استشهد به صاحب "الكشاف" والقاضي في سورة الحديد، قال شارح شواهدهما خضر الموصلي: صواب البيت هكذا، وكذا أورده الفاضل اليمني والطيبي، والعلامة الشيرازي، إذ هو من قصيدة لامية، وأورده صاحب "الكشف" بلفظ "مكان" بدل "سبيل" ونسبه للمجنون، وليس في شعره المنسوب إليه، وقد ظفرت به في شعر كثير عزَّة. انتهي كلامه.
والبيت من قصيدة طويلة لكثير، كلها نسيب جيّد ومنها: