وأعلم أنَّ تسليمًا وتركًا ... للا متشابهان ولا سواء
ألا تري أنَّ اللام قد زيدت في البيتين في خبر أنَّ المفتوحة؟ وقد جاء مثل ذلك في الشاذ، قرأ ابن جبير (إَّلا أنَّهم ليأكلون الطَّعام)] الفرقان/٢٠ [بفتح أنَّ، ونحوه قول الآخر، أنشده أبو علي:
مرُّوا عجالًا وقالوا كيف صباحكم ... قال الَّذي سألوا أمسي لمجهودا
فزاد اللاَّم في خبر أمسي، وقول الآخر، أنشده ابن الأعرابي:
تمَّت يعدو لكأن لم يشعر ... رخو الإزار زمخ التَّبختر
فزاد اللاَّم في كأن. وقول الآخر:
وما زلت من ليلي لدن أني عرفتها ... لكالهائم المقصي لكلِّ بلاد
فزاد اللام في خبر زال، وقول الآخر:
ولكنَّني من حبِّها لعميد
فزاد اللاَّم في خبر لكن، وقول الآخر:
أم الحليس لعجوز شهربه
فزاد اللاَّم في خبر المبتدأ. فأمّا رواه أبو الحسن الأخفش عن العرب من قولهم: إنَّ زيدًا وجهه لحسن، فالذي سهّله كون الجملة من المبتدأ والخبر في موضع خبر إنَّ، وهو مع ذلك ضعيف. انتهي كلامه.
والبيت من قصيدة لكثير عزَّة، لكن قافيته قد تغيرت، ورويت علي وجوه، فابن النّاظم رواها:"بكل مراد" وتبعه المصنف هنا، وقال في "شرح أبيات ابن الناظم": المراد بفتح الميم: الموضع الذي يذهب ويجاء، وظنَّ أنه ليس من شعر