على أنَّ ما زائدة. وهو من أبيات لمهلهل قالها حين تنقَّل في القبائل بعد حربِ البسوس حتى جاور قومًا من مذحج يقال لهم: جّنْب، وخطبوا إليه أخته، وكان مهرهم الأَدَمَ، فقال بعد أبيات خمسة عشر:
عَزَّ عَلى تَغْلِبٍ بما لقِيتْ ... أُخْتُ بني المالِكينَ مِنْ جُشمِ
وقد قدَّمنا في الإنشاد الثالث والعشرين بعد الأربعمائة ذكر حرب البسوس، وما آل إليه أمر مهلهل حتى نزل في جنب، وهم ستة رجال، كلّ منهم أبو بطن وهم مُنبَّه، والحارثُ، والغلْيُ، وسيحان، وشمران، وهَفّان كلّهم بنو يزيد ابن حرب المذحجي، وَسُمُّوا جَنْبًا لأنهم جانبوا أخاهم يزيد بن يزيد الملقب بصُداء، كغراب، فلما نزل فيهم، خطبوا إليه أخته، فامتنع، فأكرهوه حتى زوَّجهم، وكان الذي تزوَّجها معاوية بن الحارث بن منبّه.
وقوله: عزَّ على تغلب، من عزَّ عليَّ فعل كذا من باب ضرب، أي: اشتدَّ كناية عن الأنفة عنه، وتغلب: قبيلة مهلهل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم ابن بكر بن حُبَيْب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، والأراقم ستة إخوة: هم جُشَم، ومالك، وعمرو، وثعلبة، ومعاوية، والحارث بنو بكر بن حُبَيْب بالتصغير المذكور، وسبب تسميتهم بالأراقم أنَّ كاهنًا مرَّ بأمهم وهم ستة ملتفون