في قطيفة لها، فقالت: انظر إلى بنيَّ هؤلاء، فقال: والله لكأنما رموني بعيون الأراقم. وقال أبو عبيدة: إنَّ أباهم نظر إليهم لما ترعرعوا، فإذا لهم جُرْأَةً وحِدَّة، فقال لغلام له: إذا كان الليل، فاستغث حتى أنظر إلى ما يفعل أولادي، فذهب إلى حيث أمره مولاه، فاستغاث، فَسَمعوا صوته، فقصدوا قصده، فقالوا له: ويلك ما دهاك؟ وأين القوم؟ فتعلقوا به، ولم يفارقوه، فأقبلوا يهزونه، فلمّا رأى ذلك، قال لمولاه: كفّ عليَّ هؤلاء الأراقم، فقد كادوا يقتلونني.
وأراد بالمالكين: الملوك والسلاطين، وفقدها: فاعل أنكحها، والأراقم فاعل فقدها، وهو مصدر مضاف للفاعل، وفقدته بمعنى طلبته عند غيبته، وفي متعلقة بفقدها، والحباء بكسر المهملة بعدها موحدة: العطية، يريد به المهر، والأدّم، بفتحتين: الجلد المدبوغ، قال الأزهري: الحباء: عطاء بلا منّ ولا جزاء، تقول: حبوته أحبوه حباء، ومنه اشتقت المحاباة، وجعل المهلهل مهر المرأة حباء، وأراد أنهم لم يكونوا أرباب نعم، فيمهرونها الإبل، وجعلهم دبّاغين للأدم. انتهى.
وقوله: لو بأبانين، الباء متعلّقة بجاء، وقدم الظرف، وفصل به بين لو وشرطها لضرورة الشعر، قال أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم": أبان، بفتح أوَّله: جبل، وهما أبانان: أبان الأبيض، وأبان الأسود بينهما نحو فرسخ، ووادي الرُّمّة يقطع بينهما، والأول لبني حريد من بني فزارة خاصة، والثاني لبني والبة الأسدي، وقال بعضهم: ويشركهم فيه فزارة، وقال مهلهل:
لَوْ بِأَبَانَينِ جَاءَ يَخْطُبُهَا .. البيت.
يدل قول مهلهل على أنَّ لتغلب في أبانين اشتراكًا مع القبيلتين المذكورتين، أو أنَّ مهلهلًا جاورهما أو إحداهما، وانظر أبانين في رسم شّمام أيضًا. انتهى.
قال هناك: قال الخليل: شمام جبل له رأسان يسمّيان ابني شمام، وقال في موضع