[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد الستمائة]
(٦٣٥) لعمرك والخطوب مغيرات ... وفي طول المعاشرة التقالي
لقد باليت مظعن أم أوفى ... ولكن أم أوفى لا تبالي
على أن الاعتراض وقع فيه بجملتين، وعمرك: مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: قسمي. وجملة:"لقد باليت .. إلى آخره" جواب القسم، وما بينهما من الجملتين اعتراض. قال أبو الفرج الأصفهاني في "الأغاني": قال ابن الأعرابي: أم أوفى التي يذكرها زهير في شعره كانت امرأته، وولدت منه أولاداً ماتوا، وتزوج عليها بعد ذلك امرأة أخرى، وهي أم بنيه كعب وبجير، فغارت من ذلك، وآذته، فطلقها، ثم ندم، فقال:
لعمرك والخطوب مغيرات ... إلى آخر البيتين:
فأما إذ نأيت فلا تقولي ... لي صهر أذلت ولم تذالي
أصبت بني منك ونلت مني ... من اللذات والحلل الغوالي
انتهى، وقد ذكرها في أول معلقته بقوله:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم
والخطوب: الحوادث، والتقالي: تفاعل من القلى وهو البغض، وباليت: يتعدى تارة بنفسه، وتارة بالباء، قال صاحب "المصباح": يقال: لا أباليه، ولا أبالي به، أي: لا أهتم به ولا أكترث، قالوا: ولم يستعمل إلى مع الجحد، والأصل فيه قولهم: تبالى القوم: إذا تبادروا إلى الماء القليل، فاستقوا، فمعنى لا أبالي: لا أبادر إهمالاً له، وقال أبو زيد: ما باليت به مبالاة، والاسم البلاء -وزان كتاب- وهو الهم الذي تحدث به نفسك. انتهى.