على أنَّ بن مالك قال: إن لم فيه للنفي المنقطع، وردُّ المصنف عليه مأخوذ من "شرح التسهيل" لأبي حيان قال: ومثَّل المصنف في "شرح الكافية" للانتفاءِ المنقطع بالآية الكريمة وهي: "هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ"[الإنسان/١] وهو تمثيل صحيح، ويقول الراجز: وكُنتَ إذْ كُنتَ إلهي ... إلى آخره، وهو تمثيل وَهِم فيه، إذ ليس من الانتفاء المنْقَطِع، لأنه لا يمكن [أن] يريد: لم يكن شَيء يا إلهي قبلك، ثم كان شيء قبلك، وإنما كان يكون من هذا النوع لو كان لم يك شيء يا إلهي معك لحسن ثم كان معك، وكذلك مثَّل بالرجز ابنه متبعًا أباه، فوهما في ذلك، إذ لم يُمعِنا الفكر في ذلك. انتهى كلامه. قال ناظر الجيش بعد نقله: وهذا استدراك جيّد، وأجاب السراج البلقيني عن ابن مالك، وقال: الصواب ما قاله، لأن القبلية محالة في حق الله عز وجل، فتعينت المعية، فالمعنى: لم يك شيء معك قبل خلق العالم، ثم وجد العالم. انتهى كلامه. نقله الشمي.
وهذا الرجز من شواهد سيبويه ذكره في باب إضافة المنادى إلى الياء ونسبه إلى عبد الله بن الأعلى القرشي، قال الأعلم: الشاهد فيه إثبات الياء في قوله يا إلهي على الأصل، وحذفها أكثر في الكلام، لأن النداء باب حذف وتغيير، والياء يشبه التنوين في الضعف والاتصال، فيحذف كما يحذف التنوين من المنادى المفرد، ولو حذفها هنا لقام الوزن، ولكنه روى بإثبات الياء، وتقدير البيت: وكنت يا إلهي إذ كنت وحدك، لم يك شيء قبلك. انتهى. و"كان" في الأولين تامة، والثالثة خبرها قبلك، قال الشمي: وكان عبد الله هذا بدعيًا متهمًا في أموره.