المنذر بن عمرو بن النعمان وكان همَّ بغزو عبد القيس: فإن كنتُ مأكولًا ... البيت، فلما بلغته القصيدة انصرف عن عزمه، وكان عبد الله بن حُذافة السهمي سهم بن عمرو بن هُصَيْص أحد شعراء قريش يقال له: الممزق، ذكر ذلك ابن سلام الجمحي في شعراء مكة، وهو [القائل]:
وتِلكْمُ قُرَيْشٌ تَجْحَدُ اللهَ حَقَّهُ ... كما جَحَدَتْ عَادٌ وَمَدْيَنُ والحِجْرُ
فإنْ أنا لم أُبْرِقْ فلا يَسَعَنَّي ... مِنَ اللهِ بَرٌ ذُو فَضاءٍ ولا بحرُ
وأما الممزِّق -بكسر الزاي-: فهو متأخر، وهو الممزق الخضرمي أنشد له دعبل بن علي الخزاعي:
إذَا وَلَدَتْ حَلِيلَةُ باهَليّ ... غلامًا زيدَ في عَدَدِ اللِّئَامِ
وَعِرْضُ البَاهِلِيِّ وإن تَوَقَّى ... عَلَيْهِ مِثْلُ مِندِيلِ الطَّعامِ
ولَوْ كَانَ الخَلِيفَةُ بَاهِيلِيًا ... لَقَصَّرَ عَنْ مُسايَرَةِ الكِرَامِ
قال: وابنه عبّاد بن الممزِّق، ويعرف بالمخرِّق، وله أشعار كثيرة وهو القائل:
أنا المُخرِّقُ أعْرَاضَ اللِّئامِ كما ... كان المُمزِّقُ أعْرَاضَ اللئَامِ أبي
وأنشدناه أبو الحسن الأخفش عن أبي العباس المبرد [إلا أنه قال: الممزق بن المخرق]، وأنشدنا عن أبي العباس لأبي الشمقمق في الممزق:
كنت الممزِّقَ مرةً ... فاليوم قد صرت الممزَّقْ
لمَّا جَريت مع الضَّلا ... لِ غرقت في بحر الشمقمقْ
انتهى.