وقيل: هي حال من فاعل برمت، أو من ضمير بهم، والاستثناء مفرغ، وقيل: هذه الجملة مستأنفة لبيان وجه الضجر من حيث إن فيها إشارة إلى كثرتهم جدًا، بحيث لا يحص عدتهم بنفسه ولا بعاد، بل بعداد، وكذا جملتا "كانوا" و"لولا رجاؤك" مستأنفتان، والتضعيف في قتلت للتكثير في المفعول، ويلزمه التكثير في الفعل. وترجمة جرير تقدمت في الإنشاد الحادي عشر.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون]
(٩٤) كما النَّاس مجروم عليه وجارم
وصدره:
وتنصر مولانا ونعلم أنَّه
على أن الواو فيه للتقسيم، واستعمالها في التقسيم أجود من غيرها، وسيأتي أيضًا في بحث "ما" وفي بحث "الكاف" وفي بحث "الواو".
والبيت من قصيدة لعمرو بن براقة الهمداني، أوردها القالي في "أماليه" ومحمد بن المبارك في "منتهى الطلب من أشعار العرب" والأعلم في "حماسته". قال القالي: حدثنا أبو بكر قال: حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد، عن ابن الكلبي قال: أغار رجل من مراد، يقال له "حريم" على إبل عمرو بن براقة الهمداني وخيل له، فذهب بها، فأغار عمرو فاستاق كل شيء لحريم،