للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأتى حريم بعد ذلك يطلب إلى عمرو أن يرد عليه بعض ما أخذ منه، فامتنع وقال هذه القصيدة، ومنها:

كذبتم وبيت الله لا تأخذونها ... مراغمة ما دام للسَّيف قائم

أفاليوم أدعى للهوادة بعدما ... أجيل على الحيَّ المذاكي الصَّلادم

فإنَّ حريمًا إذ رجى أن أردَّها ... ويذهب ما لي يا ابنة القيل حالم

متى تجمع القلب الذَّكيَّ وصارمًا ... وأنفًا حميًا تجتنبك المظالم

وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذا يال همدان ظالم

فلا صلح حتَّى تقدع الخيل بالقنا ... وتضرب بالبيض الرِّقاق الجماجم

إلى أن قال: وهو آخر القصيدة:

إذا جرَّ مولانا علينا جريرةً ... صبرنا لها إنَّا كرام دعائم

وننصر مولانا ... البيت

والمراغمة: المغاضبة، مصدر راغم فلان قومه: إذا نابذهم وخرج عنهم، وقائم السيف: مقبضه، والهمزة للاستفهام الإنكاري، واليوم: متعلق بأدعى، بالبناء للمفعول، والهوادة، بالفتح: الصلح والميل، والمهاودة: المصالحة، والمذاكي جمع مذكي، بتشديد الكاف المكسورة: وهي الخيل التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان، والقروح: مصدر قرح ذو الحافر، إذا انتهت أسنانه، وإنما ينتهي في خمس سنين. والصلادم: جمع صلدم بكسر الأول والثالث: الصلب الشديد من الخيل. وحريم: ضبطه أبو عبيد البكري في "شرح أمالي القالي" بفتح الحاء وكسر الراء المهملتين، وهو حريم بن مالك بن رألان الهمداني، قال: ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>