للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خليلي لا والله لا أملك الذي ... قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليَا

قضاها لغيري وابتلاني بحبهَا ... فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيَا

روى صاحب "الأغاني" بسنده عن ابن الكلبي أن المجنون لما قال هذا نودي في الليل أأنت المتسخط لقضاء الله وقدره، والمعترض في أحكامه! ؟ واختلس عقله، وتوحش منذ تلك الساعة، وذهب مع الوحش على وجهه. والواشي: النمام الذي يزوق الكلام ليفسد بين اثنين، من وشى الثوب يشيه وشيئًا: إذا نقشه وحسّنه. واليمامة: اسم بلد كان في الجاهلية اسمها الجوّ، وحضر موت بفتح الميم وضمها: مدينة باليمن، وقوله: اهتدى ليا اللام بمعنى إلى، والتصريم: التقطيع، والحبال: جمع حبل، مستعار للوصلة والألفة بين اثنين، واختلف في اسم مجنون ليلى، ويقال له: مجنون بني عامر، والأشهر أن اسمه قيس بن الملوح وتقدمت ترجمته في الإنشاد السابع عشر من أوائل الكتاب.

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الأربعمائة]

(٤٧٨) أكل امرئٍ تحسبين امرًا ... ونارٍ توقد بالليل نارَا

على أن أصله: وكل نارٍ، فحذف "كل" وبقي المضاف إليه على جرّه، كذا قال سيبويه فيه، قال ابن خلف: الشاهد فيه أنه أراد أن يقول: وكل نارّ، فحذف "كلًا" وهو يريدها وقد جربها نارًا، واكتفى بذكر "كل" في اول البيت. قال سيبويه: ومثله: ما كل سوداء تمرة، ولا بيضاء شحمة، قال أبو جعفر: استشهد بهذا، لأنه عطف على عاملين فخفض النار، عطفها على امرئٍ، ونصب نارًا

<<  <  ج: ص:  >  >>