رجعنا إلى البيت الشاهد، قوله: ما بال من أسعى .. إلخ، كذا في جميع الروايات بلا واو، ولا فاء، على الخرم، وما: مبتدأ، وبال: خبر، وقيل بالعكس، والجبر: شد العظم المكسور ومداواته، وحفاظاً: مفعول لأجله، علل بن أسعى، وهو مصدر حافظ على الشيء لدينه وأمانته، ويمينه. وقوله: بحلمي: متعلق بأعود، وقوله: أناة وانتظاراً: كل منهما مفعول مطلق عامله محذوف، والفاني: الشيخ العاجز، وروي بدله "بالواني" من وني ونياً، من باب تعب ووعد: ضعف وفتر، والضرع، بفتحتين: الصغير السن الضعيف، وككتف: الضعيف، والغمر، بالضم: من لم يجرب الأمور، وصروف الدهر: حوادثه، والجهل: الخفة، والوعر، بفتح فسكون: المتوعر: الخشن الصعب.
وقوله:"ألم تعلموا أني تخاف" بالبناء للمفعول، والعرامة، بضم العين المهملة: شراسة الأخلاق وحدتها، عرم كنصر وضرب وكرم وعلم عرامة وعراماً، بالضم، واستعار القناة للحال، والقسر، بالقاف: القهر.
وقوله:"كأني وإياهم كمن نبه القطا" إلى آخره، هو من المثل المشهور:"لو ترك القطا ليلاً لنام".
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الخمسمائة]
(٥٨٦) ولقد رمقتك في المجالس كلها ... فإذا وأنت تعين من يبغيني
على أن الواو زائدة، وزيادتها هنا متحتمة، لأن إذا الفجائية لا تدخل إلا على جملة إسمية يكون مبتدؤها مجرداً من حرف العطف، وهو من أبيات ستة لأبي العيال