إن البلاء لدى المقاوس مخرج ... ما كان من غيب ورجم ظنون
البلاء: الامتحان والاختبار، والمقاويس: جمع مقوس، بكسر الميم، وهو الموضع الذي تدفع منه الخيل عند الحبل، قاله السكري، وقوله:"ورجم ظنون" يريد ما كان من أمر خفي، وأمر يرجم فيه بالظن.
فإذا الجواد ونى وأخلف منسراً ... ضمراً فلا توقن له بيقين
المنسر: بكسر الميم وسكون النون، قال السكري: ونى: ضعف، وقصر في الجري، وأخلف المنسر: إذا سبقه المنسر، وجاء وهو خلف، فلا توقن له بخير، لأنه فرس سوء، وأخلف منسراً، أي: جاء من بعده، والمنسر: ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وروي "ميسراً" بفتح الميم وسكون المثناة التحتية وكسر السين، وروى الباهلي:"وأخلف ميسراً" وقال لي: هو ما تيسر له من الجري ضمراً، أي: ما ضمر، فلا توقن له بخير، يقال: خذ ميسر فرسك.
لو كان عندك ما تقول جعلتني ... كنزاً لريب الدهر عند ضنين
قال السكري: يقول: لجعلتني بمنزلة الكنز عند هذا الضنين، لأن الضنين أحرى بأن يصون كنزه، والريب: الحوادث.
فلقد بلوتك في المجالس كلها ... فإذا وأنت تعين من يبغيني
قال السكري: يريد أنت، والواو مقحمة. انتهى. وبلوتك: اختبرتك، ويبغيني: يطلبني بسوء، يقال: بغيته أبغيه بغياً، أي: طلبته، أو من بغى عليه بغياً: إذا ظلمه واعتدى عليه، فيكون من باب الحذف والإيصال.