لأنَّ أما لا يليها إن المكسورة، فجائز أن يقال: أمّا معلوم، فإنك فاضل، وأمّا أنك فاضل فمعلوم، ومنه قوله: دأبي اصطبار .. البيت، والرواية عنده في الكتابين: دأبي اصطراب، والدأب: العادة والشأن، قال الزمخشري: الدأب في الأصل مصدر دأب في العمل: إذا كدح فيه فوضع موضع ما عليه الإنسان من شأنه وحاله، والوجد: الحزن، والبري: النحت، يقول: شأني وعادتي الاصطبار على الشدائد، وأما جزعي يوم الفراق، فلوجد كاد يهلكني، قال آخر:
والبيت مشهور في كتب النحو، ولم يعرف قائله والله أعلم.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الأربعمائة]
ما أطيبَ العيشَ لو أن الفتى حجرٌ ... تنبُو الحوادِثُ عنه وهو ملمُومُ
على أنَّ خبر أنَّ الواقعة بعد لو فيه اسم جامد، قال أبو حيّان في "شرح التسهيل": زعم السيرافي أنه لابدَّ أن يكون خبر أنَّ الواقعة بعد لو فعلًا، قال بعض أصحابنا: وذلك على جهة الغلط من السيرافي، ونسب المصنف - يعني ابن مالك - هذا المذهب إلى الزمخشري، قال المصنف في "شرح الكافية": وقد حمل الزمخشري ادعاؤه إضمار "ثبت" بين لو وأنّ على التزام الخبر فعلًا، ومنعه أن يكون اسمًا، ولو كان بمعنى فعل، نحو: لو أنَّ زيدًا حاضر، وما منعه شائع ذائع في كلام العرب، كقوله تعالى:(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ)[لقمان/ ٢٧] وكقول الزاجر: