ولو أن ما أبقيتِ مني معلقٌ بعودِ ثُمامٍ ما تأوَّدَ عُودُهَا
وكقول الآخر:
ولو أنَّهَا عصفورةٌ لحسِبْتُها ... البيت. انتهى
وأنشدنا أحد المنتسبين لعلم النحو، وهو الشيخ أبو عمر عثمان المدلجي بالقاهرة:
ما أطيبَ العيشَ لو أنَّ الفتى حجرٌ .. البيت
وقال امرؤ القيس:
فلو أنَّ ما أسعُى لأدْنى معيشةٍ .. البيت.
هذا آخر كلام أبي حيان، وتعقب الدماميني المصنف بأنَّ هذه الآية التي تبجح باستخراجها، لو فيها للتمني لا للشرط، والكلام في لو الشرطية، وقد ذكر المسألة ابن الحاجب في منظومته، فقال:
لّوْ للتمنِي ليسَ منْ ذَا الباب ... لو أنَّهُمْ بادُونَ في الأعرابِ
انتهى. قال بعض مشايخنا فيما كتبه على "الألفية": يدعي أن لو التي للتمني شرطية أشربت معى التمني، كما نقله في "المغني" وصححه أبو حيان في "الارتشاف" وذلك لأنهم جمعوا لها بين جوابين: جواب منصوب بعد الفاء، وجواب باللام كما تقدَّم، فلعله يختار هذا القول، فتبجحه على مختاره، خصوصًا وكلام الزمخشري في "المفصل" يميل إليه، وحينئذ فقول ابن الحاجب ليس من ذا الباب، أي من باب لو الشرطية ممنوع عنده، وكلامه في "المغني" يشعر بأن هذا الحكم ثابت للوفي جميع أحوالها؛ لأنه بعد أن ذكر، أقسامها قال: وهنا مسائل إحداها: أن لو .. الخ، ولم يقيدها في تلك المسائل بقسم، ويرجع النزاع بينه وبين ابن الحاجب في إثبات ذلك، ويصير تبجحه صحيحًا. انتهى كلامه.