للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبيت لتميم بن أبي بن مقبل، وبعده:

لا تُحرِزُ المرءَ أحجاءُ البلادِ ولا ... تُبنى له في السمواتِ السلاليمُ

لا ينفعُ المرءَ أنصارٌ ورابيةٌ بأبَى الهوانَ إذَا عُدَّ الجراثيمُ

كذا أوردها أبو محمد عبد الله الشهر بابن بري في "شرح أبيات الإيضاح" قوله: لو أن الفتى حجر، ذكر الحجر، وأراد لازمه، وهو طول البقاء، قال ابن جني في "الخصائص": الحجارة مما يوصف بالخلود والبقاء، ألا تراه كيف قال ابن مقبل: ما أطيبَ العيشَ .. البيت؟ وقال:

بقاء الوحي في الصُّمِّ الصِّلابِ. انتهى.

وقال ابن خلف في "شرح شواهد سيبويه": ومما وقع فيه العام موقع الخاص قول ابن مقبل: ما أطيب العيش .. البيت.

لم يرد أن يكون حجرًا على الحقيقة، وإنما أراد من الحجر بقاءه وثباته مع مرور الحوادث عليه، يشهد بهذا المعنى قوله: "ما أطيب العيش"، والحجر لا يجد لين عيش ولا خشونته، فقوله: "ما أطيب العيش" ينفي أن يكون تمنى أن يكون حجرًا على القحيقة، وإنما تمنى بقاءه لا غير، فأوقع الحجر وهو عام موقع البقاء، وهو خاص. هذا كلامه.

وتنبو: تبعد، من نبا الشيء نبوًا، من باب قتل، ونبوًا على مفعول: إذا بعد، أو من نبا السّيفُ عن الضريبة: إذا رجع من غير قطع، أو من نبا السهم عن الهدف: إذا لم يصبه، أو من نبا الطبعِ عن الشيء: إذا نفر ولم يقبله، والملموم: المجموع. وقوله: لا تحرز المرء: من أحرزه، إذا صانه وحفظه، والمرء: مفعوله، وأحجاء فاعله، وهو جمع حَجا، بفتح الحاء المهمملة فجيم فألف مقصورة، قال الأزهري في "تهذيب اللغة": قال الليث: وأحجاء البلاد: نواحيها وأطرافها، قال ابن مقبل: لا يحرز المرء أحجاء البلاد .. البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>