قال سلمة: وبارز عمي يومئذ مرحبًا اليهودي، فقال مرحب:
قد علمت خيبر أنِّي مرحب ... شاكي السِّلاح بطل مجرّب
إذا الحروب أقبلت تلهَّب
فقال عمي:
قد علمت خيبر أنِّي عامر ... شاكي السِّلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، ورجع سيفه على ساقه، فقطع أكحله، فكانت منها نفسه. قال سلمة: فلقيت ناسًا من أصحاب رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، فقالوا: بطل عمل عامر، قتل نفسه! قال سلمة: فجئت رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله بطل عمل عامر! فقال: "من قال ذلك"؟ قلت: ناس من أصحابك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم:"كذب من قال ذلك، بل له أجره مرتين" انتهى.
وغزوة خيبر كانت في سنة سبع من الهجرة.
وترجمة عبد الله بن رواحة تأتي إن شاء الله تعالى في الإنشاد السابع والخمسين بعد المائة.
[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد المائة]
(١٣٦) ألا إنَّ قرطا على آلة ... ألا إنَّني كيده لا أكيد
على أن "لا" النافية لا صدارة لها، ولهذا تقدم مفعول الفعل الذي بعدها عليها.