وقد جاء هذا الرجز في غزوة الخندق أيضًا منسوبًا إلى عبد الله بن رواحة، ويأتي - إن شاء الله تعالى - بقية الكلام عليه في حرف النون من هذا الكتاب، فإنه قد استشهد فيه بقوله:
وأنزلن سكينةً علينا
تبعًا لسيبويه وغيره. وعامر بن الأكوع: هو عم سلمة بن الأكوع، واسم الأكوع سنان، قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": هو عامر بن سنان الأنصاري، عم سلمة بن الأكوع، وسنان هو الأكوع، استشهد عامر بن سنان يوم خيبر، وعن عكرمة بن عمار، قال: حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع قال: أخبرني أبي، قال: لما خرج عمي عامر بن سنان إلى خيبر مع رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، جعل يرتجز بأصحاب رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، وفيهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فجعل يسوق الركاب وهو يقول:
تالله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدَّقنا ولا صلّينا
إنَّ الَّذين قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا
ونحن من فضلك ما استغنينا ... فثِّبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينةً علينا
فقال رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم: من هذا؟ قالوا: عامر يا رسول الله، قال: غفر لك ربك. قال: وما استغفر لإنسان قط، يخصه بالاستغفار، إلا استشهد، قال: فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، قال: يا رسول الله، لو متعتنا بعامر! فاستشهد يوم خيبر.