للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيره إبلاء، ومعنى إبلاء الهوى بدنه: إذهابه لحمه وقوته بما يورد عليه من شدائده، وخص يوم النوى لأن برح الهوى إنما يشتد عند الفراق، ويوم النوى ظرف للإبلاء، ويجوز أن يكون معمول المصر الذي هو أسفا، والمعنى يقول: أدى الهوى بدني إلى الأسف والهزال يوم الفراق، وبعد هجر الحبيب بين جفني والنوم، أي: لم أجد بعده نوما. أنتهى.

وهذا البيت أول أبيات ثلاثة قالها في صباه، وهي أول ديوانه، وبعده:

روح تردد في مثل الحلال إذا ... أطارت الريح عنه الثوب لم أبن

كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني

ويأتي شرحها في الباب السابع إن شاء الله تعالى

[وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد السبعمائة]

(٧٩٧) إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا ... فحسبك والضحاك سيف مهند

على أنه روى الضحاك بالحركات الثلاث، قال أبو حيان في تذكرته: أجاز الأخفش في "الضحاك" الرفع على أنه قام مقام مضاف محذوف، أي: وحسب الضحاك، والنصب على أنه مفعول معه، والجر عطفا على الضمير. انتهى.

وقال أبو بكر بن السراج في "الأصول": قال الأخفش: تقول: حسبك وعبد الله درهمان، على معنى يكفيك وعبد الله درهمان، فإن جررت، فهو جائز، وهو قبيح، وقبحه لأنك تعطف ظاهرا على ضمير مجرور، وأنشد:

إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا ... البيت ..

<<  <  ج: ص:  >  >>